ملف العولمة والتحديات الراهنة
تقديم اشكالي
يرتبط مفهوم
العولمة بالتحولات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم بعد انهيار نظام
القطبية الثنائية والحرب الباردة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وقد تكرس هذا
المفهوم خلال الألفية الثالثة بعد انخراط معظم دول العالم في سيرورة العولمة. فما
مفهوم العولمة؟ وما هي جذورها التاريخية؟ وما هي ظروف انتشارها؟ وما هي التحديات
الراهنة للعولمة وأساليب مواجهتها؟
1-
مفهوم العولمة وجذورها التاريخية وظروف
انتشارها.
1-1 تعريف العولمة وأشكالها
يصعب تحديد مفهوم العولمة نظرا لاختلاف الأيديولوجيات
والديانات والنظم الاقتصادية والسياسية عبر العالم. ويمكن تحديد مفهوم العولمة كالاتي:
العولمة هي ترابط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين مختلف
دول العالم وبالتالي سهولة حركة الأفراد والبضائع ورؤوس الأموال والخدمات
والمعلومات.
وتتخذ العولمة الاشكال الآتية:
? العولمة الاقتصادية: القائمة على
نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق والمنافسة وهيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى
مثل الاتحاد الأوربي، والشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات الاقتصادية الدولية
مثل البك الدولي.
? العولمة السياسية: وهي
ترتبط بمحاولة الولايات المتحدة الامريكية فرض نموذجها الديمقراطي في ظل القطبية
الأحادية بزعامتها ونهج الديمقراطية وحقوق الانسان.
? العولمة الاجتماعية والثقافية: والتي تتمثل
في انتشار العادات والثقافة الغربية في العالم.
? العولمة المعلوماتية : والتي تتجلى في بروز ظاهرة الانترنيت ودوره في تقليص
المسافات وتخطي الحدود الجغرافية بين شعوب العالم.
1-2 عوامل انتشار ظاهرة العولمة
ساهم في انتشار العولمة عدة عوامل:
? انهيار المعسكر الاشتراكي باوربا الشرقية
وتفكك الاتحاد السوفياتي مما أدى إلى نهاية نظام الثنائية القطبية بقيادة كل من
الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية، وظهور النظام العالمي الجديد
القائم على القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة الامريكية.
? تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسيات وعلى
رأسها الشركات الامريكية.
? الثورة المعلوماتية وتطور وسائل الاتصال
والاعلام والموصلات.
? انشاء منظمة التجارة العالمية ،التي عوضت
اتفاقية الكات، والتي تهدف إلى تحرير المبادلات عبر العالم.
2-
التحديات المطروحة أمام تطبيق العولمة وأساليب
مواجهتها
2-1 التحديات الراهنة للعولمة
تطرح العولمة عدة تحديات في مجالات متعددة:
اقتصاديا: تتمثل تحديات العولمة في هذا المجال في ضعف الموارد والاستثمارات وضرورة
تأهيل الاقتصاد إضافة إلى هيمنة الدول القوية والشركات الكبرى.
اجتماعيا: ضرورة مواجهة الفقر والامية، ومشكل الهجرة الريفية وكذا الهجرة السرية
نحو الخارج وانتشار بعض الامراض مثل الايدز.
ثقافيا: ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية وإقناع فئات المجتمع بجدوى العولمة
بيئيا: استنزاف الموارد الطبيعية والتلوث والانحباس الحراري .
2-1 الإجراءات الممكنة لتجاوز تحديات
العولمة
? تعزيز التعاون جنوب-جنوب(أي بين الدول
النامية) وذلك بخلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث مثل تفعيل اتحاد المغرب
العربي.
? إقامة شراكة اقتصادية مع تكتلات العالم
المتقدم مثل الاتحاد الأوربي.
? إعادة هيكلة اقتصاد البلدان النامية لمواكبة
متطلبات السوق الدولية.
? تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين وتقليص
الفوارق الطبقية.
? رد الاعتبار للثقافة والحضارة المحليتين.
? ترشيد استغلال الموارد الطبيعية والمحافظة
على التوازن البيئي في إطار التنمية المستدامة.
خاتمة
عززت العولمة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين دول
الشمال والجنوب، ولذلك أصبح من اللازم تكثيف التعاون لتجاوز الاختلالات والاكراهات
التي باتت تطرحها العولمة بالنسبة لدول الجنوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق