الدرس 05: الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية
تقديم
إشكالي
قادت الدول
الأوربية خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين مجموعة من الرحلات سميت
بالاكتشافات الجغرافية، كان لها نتائج متعددة إذ ساهمت في ظهور الميركنتيلية.
فما
طبيعة الاكتشافات الجغرافية وامتدادها المجالي خلال القرنين 15 و16م؟ وما دوافعها
ونتائجها على التحولات التي عرفتها أوربا والعالم عقب ذلك؟ وما خصائص الميركنتيلية
أساس الفكر الاقتصادي آنذاك؟
1-
الاكتشافات الجغرافية الكبرى ودوافعها
ونتائجها
أ-
الاكتشافات
الجغرافية الكبرى وامتدادها المجالي خلال القرنين 15 و16م.
الاكتشافات
الجغرافية هي الرحلات التي قام بها الأوربيون وخاصة الاسبانيين والبرتغاليين خلال
القرنين 15 و16م بهدف اكتشاف مناطق جديدة.
الرحلات
الاسبانية: تمثلت في رحلة كريستوف كولمب 1492-1493
الذي وصل إلى أمريكا الوسطى، ورحلة ماجلان 1519-1521 وصل إلى الفلبين وأكدت رحلته
كروية الأرض.
الرحلات البرتغالية: تجلت في رحلة بارطولومي دياز سنة 1487 الذي وصل إلى
رأس الرجاء الصالح جنوب القارة الافريقية، ورحلة فاسكو دي غاما 1497-1498 وصل إلى
الهند والصين ورحلة كابران سنة 1500 ووصوله إلى البرازيل ثم الهند.
ب- دوافع
الاكتشافات الجغرافية.
انطلقت
الاكتشافات الجغرافية خلال القرنين 15 و16م نتيجة عوامل عديدة منها:
دوافع
اقتصادية: تمثلت في رغبة الأوربيين تجاوز الوساطة
العربية الإسلامية والوصول إلى مناطق الإنتاج في آسيا.
دوافع تقنية: تجلت في ظهور أدوات ولوازم جديدة للملاحة البحرية
كالكارفيلا والبوصلة والاسطرلاب والخرائط البحرية...
دوافع دينية: رغبة الكنيسة في نشر المسحية خارج أوربا من خلال تقديم
أموال وامتيازات للمغامرين.
دوافع سياسية: رغبة الدول الأوربية خاصة اسبانيا والبرتغال تكوين
امبراطوريات واسعة تابعة لها.
ج- نتائج
الاكتشافات الجغرافية
أسفرت
الاكتشافات الجغرافية نتائج عديدة أهمها:
·
تحول الطرق التجارية من البحار (البحر المتوسط والبحر
الأحمر...) إلى المحيطات (المحيط الأطلسي والهندي...) مما أدى إلى تراجع الوساطة
التجارية التي كان يقوم بها العالم الإسلامي.
·
حصول الأوربيين على كميات كبيرة من المعادن النفيسة
(الذهب والفضة).
· استنزاف الأوربيين لخيرات المستعمرات واستغلال السكان المحليين بطرق قاسية.
2-
الميركنتيلية: مفهومها وخصائصها
أ-
مفهوم
الميركنتيلية
الميركنتيلية: تيار فكري اقتصادي ظهر في أوربا في بداية القرن 15م
وامتد إلى غاية القرن 18م، وعرف هذا التيار بالمدرسة التجارية والتي تعتبر أن قوة
الدول تكمن في توفرها على المعادن النفيسة.
ب- خصائص
ومظاهر الميركنتيلية التجارية بأوربا خلال القرنين 15 و 16م
هناك تباين
في السياسات المتبعة، وفقا للظروف الاقتصادية التي كانت قائمة في كل بلد من البلاد
الأوربية:
النموذج
الاسباني القائم على السياسة المعدنية والذي
يعتبر المعدن النفيس (الذهب والفضة) أساس الثروة ودعامتها، لذلك قررت السلطة في
إسبانيا الحصول على الذهب والفضة من المستعمرات دون وساطة ومنعت تصدير الذهب
والفضة خارج حدودها كما دعت إلى تشجيع الواردات من الذهب والفضة مقابل الصادرات من
السلع. كل هذه الإجراءات أدت إلى تهريب المعادن النفيسة إلى أوربا.
النموذج الإنجليزي
القائم على السياسة التجارية والذي يعتبر
أن التجارة الخارجية هي أساس ثروة إنجلترا واعتبار التجارة الخارجية خير وسيلة
لجلب المعادن النفيسة من خلال إنشاء أسطول تجاري ضخم وشركات تجارية كبرى، وتسخير هذا
الأسطول التجاري لتقديم خدمات لمختلف الدول مقابل المعادن النفيسة واستعادة قيمة
البضائع المصدرة ذهبا وفضة فأدى ذلك إلى تراكم المعادن النفيسة في خزائن البلاد
النموذج
الفرنسي القائم على السياسة الصناعية والذي أخذت فيه الصناعة مكان الصدارة، حيث شجت الدولة
الصناعة عبر مجموعة من الإجراءات مثل إنشاء صناعة حكومية وتشجيع الصناعة الوطنية
بخفض تكاليف الإنتاج وإنشاء شركات كبرى وتشجيع الأفراد على الاكتتاب فيها، إضافة
إلى استعادة قيمة الصادرات ذهبا. مما نتج عنه تراكم المعادن النفيسة في خزائن
الدولة الفرنسية.
خاتمة
ساهمت الاكتشافات
الجغرافية في إحداث تغيرات كبيرة على المستوى الدولي عامة وعلى المستوى الاقتصادي
خاصة بظهور فكر جديد أطلق عليه الميركنتيلية والتي تباينت خصائصها من دولة إلى أخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق