درس التطورات السياسية والاجتماعية بالعالم الإسلامي - تربويات الأستاذ اجبر
2024208194886830974315439053536987121329724600425315324462245101212529005325130070261000010872575101800015423858577245242200037800010110971555

اعلان

2022-10-11

درس التطورات السياسية والاجتماعية بالعالم الإسلامي

 التطورات السياسية والاجتماعية بالعالم الإسلامي

تقديم إشكالي

جاء امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية للمتوسط متزامنا تقريبا مع ظهور السعديين بالمغرب. وارتبط كل ذلك بتحولات سياسية وعسكرية دولية بالمنطقة المتوسطية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة الحفاظ على كيانه السياسي من جهة والدفاع عن مجاله الترابي بكل الوسائل الممكنة من جهة ثانية.

فما الوسائل الإدارية والعسكرية التي استند عليها لتحقيق ذلك؟ وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل مستجدات الظرفية الجديدة خلال القرنين 15م و16م؟

1-    طبيعة النظام السياسي والإداري والعسكري في الإمبراطورية العثمانية خلال القرنين 15 و16م

أ‌-       الجهاز الإداري المركزي والمحلي الذي اعتمده العثمانيون.

تكونت الإدارة المركزية العثمانية من السلطان ويتمتع بجميع السلط (التنفيذية والتشريعية والقضائية) ويساعده الصدر الأعظم والدفتر دار بمثابة وزير المالية يتكلف بالشؤون المالية والكاهية باشا يتكلف بتسيير الشؤون الداخلية والعسكرية والشاوش باشا يسهر على تنفيذ الأحكام القضائية، ورئيس الكتاب يتكلف بجمع القوانين والاحتفاظ بها إضافة إلى مجلس الديوان ومهمته استشارية.

أما الجهاز الإداري المحلي العثماني فيسهر عليه السنجق بك وله اختصاصات عسكرية وإدارية ويساعده ديوان، ويليه في المرتبة الصوباشي وهو ضابط أمن بصفة أساسية.

وبعد اتساع الإمبراطورية العثمانية والتي كانت مقسمة إلى سناجق، أصبح من الصعب ربطها بالعاصمة، لذلك عمدت الدولة إلى جمع عدد من الألوية في ولاية أو إيالة وعينت على كل ولاية بكلربك (أمير أمراء الألوية).

ب‌-   دور الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية.

ساهم الجيش العثماني بشكل كبير في تركيز نفوذ الدولة العثمانية خلال القرنين 15م و16م، إذ كان يتكون من عنصرين: جيش الانكشارية الذي كان يتكون من غلمان النصارى الذين تم أسرهم واخضاعهم لتربية إسلامية وإنسانية وشديد الارتباط بالسلطان ثم جيش السباهية وهو الفرسان (الخيالة). إضافة إلى توفر العثمانيين على معدات وتجهيزات عسكرية متطورة، حيث ركز السلاطين العثمانيين بعد هزيمة غاليبولي سنة 1416م أمام البنادقة على الأسطول البحري إذ بلغت عدد سفنهم في عهد السلطان سليمان القانوني 300 سفينة.

2-    طبيعة الدولة والنظم في المغرب خلال العهد السعدي في القرن 16م

أ‌-       طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي.

قامت الدولة السعدية خلال القرن 16م على مرتكزين أساسيين هما النسب الشريف للأشراف السعديين الذين ينتمون للسلالة النبوية ونظام البيعة الذي كان من خلال يتم تنصيب السلاطين السعديين.

وقد تأثر السعديون بما عاينوه عند العثمانيين وبما سمعوه عن الأوربيين في تنظيم وبناء دولتهم، إذ تمكن أحمد المنصور الذهبي من جعل المغرب دولة قوية وذات هيبة في الداخل والخارج.

وتشكلت الإدارة المركزية السعدية من السلطان والحاجب وهو مسؤول على تنظيم مقابلات السلطان وله نفوذ كبير في الدولة، والوزير الذي كانت مهمته استشارية والاشراف على الدواوين، والقاضي والمحتسب والمفتي. في حين تكونت الإدارة الإقليمية بالمغرب السعدي من خليفة السلطان ويكون من أبناء الأسرة الحاكمة، والعامل ويساعده الباشا في المدينة والقايد في القرية إضافة إلى المحتسب والقاضي.

أما على مستوى مراقبة الإدارة المركزية للإدارة الإقليمية فكانت تتم عن طريق لجان خاصة يبعث بها السلطان سنويا إذا ثبت جبروت العمال يتم إقصاؤهم من مناصبهم وقد يسجنون.

ب‌-   أهمية المؤسسة العسكرية في الدولة السعدية خلال القرن 16م.

كان للمؤسسة العسكرية دور كبير في تركيز وتثبيت نفوذ الدولة السعدية بالمغرب خلال القرن 16م والتي كانت تتكون من عناصر محلية وأخرى غير محلية ذات أصول أندلسية وأوربية وتركية. كما أسس عبد الملك السعدي فرقة المخازنية وأسس أحمد المنصور الذهبي جيشا نظاميا شديد الارتباط بالسلطان ولا تصله أيه صلة بالمجتمع.

كما توفر الجيش السعدي على معدات وتجهيزات عسكرية مكنته من تحقيق انتصارات كاستخدام الأسلحة النارية والتي كان يتم إنتاجها بالمغرب، زيادة على اهتمام السعديين بالأسطول البحري لمعرفتهم بمكانة الطرق البحرية والاساطيل في قوة الدول وسمعتها.

ج‌-    العوامل المؤثرة في تكوين المؤسسة العسكرية بالمغرب السعدي

تجلت العوامل المؤثرة في تكوين المؤسسة العسكرية بالمغرب السعدي في:

الأثر العثماني: حيث تميز الجيش السعدي بوجود عناصر تركية به، كما تم الاعتماد على الجنود الأتراك في حماية السلطان السعدي.

رغبة أحمد المنصور الذهبي فرض هيبة الدولة المركزية على غرار ما رآه عند العثمانيين وسمع عنه عند الأوربيين.

3-    طبيعة الأوضاع الدينية والاجتماعية بالعالم الإسلامي خلال القرنين 15م 16م

أ‌-       بعض الأوضاع الدينية والاجتماعية في الإمبراطورية العثمانية.

تميز الوضع الديني والقومي في الإمبراطورية العثمانية بالتعدد والتنوع حيث ضمت قوميات كثيرة (تركية، عربية، أوربية، أمازيغية...) وعدة ديانات (الإسلام، المسيحية، اليهودية) ومذاهب إسلامية مختلفة (الشافعي، الحنفي، الحنبلي والمالكي). وكان للعلماء مكانة خاصة في المجتمع والدولة، إذ استفادوا من عدة امتيازات جعلت منهم فئة غنية احتكرت الوظائف الممتازة لأقربائهم من جهة وحصولهم على أملاك في المدن من ناحية أخرى.

ب‌-   الأوضاع الدينية والاجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16م

تميز الوضع الديني بالمغرب السعدي خلال القرن 16م بانتشار الدين الإسلامي وبوجود الديانة اليهودية، كما تكاثرت الزوايا التي لعبت أدوارا مهمة اجتماعيا مثل إيواء وإطعام الغرباء ودينيا حلقات الذكر وترديد الأدعية.

أما على المستوى الاجتماعي فتميز المجتمع المغربي بتعدد عناصره من أتراك وأوربيين وسودانيين ومورسكيين كما تنقسم المجتمع المغربي إلى فئتين: فئة مستفيدة من الحكم تكونت من رجال السلطة والسياسيين والقادة العسكريين وزعماء القبائل وأعيان المدن، وفئة العامة وتكونت من الفلاحين والحرفيين والصناع وعانت هذه الفئة من الأزمات الاجتماعية كالأوبئة والمجاعات.

كما لعبت المرأة دورا مهما في المغرب السعدي من خلال ممارستها لأنشطة اقتصادية مثل الرعي والحصاد ونسج الأغطية إضافة إلى مساهمتها في بناء المساجد والقناطر.

خاتمة

تميزت الأوضاع السياسية والاجتماعية بالتشابه في الإمبراطورية العثمانية والدولة السعدية خلال القرن 15 و16م، إذا ساهمت قوة الجيش في تركيز وتثبيت نفوذ الدولتين، وتعدد الفئات الاجتماعية المذاهب الدينية بهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل التدوينة

اتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
جميع الحقوق محفوظة لـ تربويات الأستاذ اجبر 2020 | تصميم : آر كودر