تقديم إشكالي
يتوزع السكان على
سطح الأرض بشكل متفاوت، إذ يختلف توزع الكثافة السكانية بالعالم من منطقة لأخرى
نتيجة عدة عوامل طبيعية وبشرية. وتشكل ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية طابعا
مميزا لحركات السكان حيث يتم تنقل السكان بأعداد غفيرة من البوادي نحو المدن أو من
الدول النامية نحو الدول المتقدمة مما يطرح عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية.
فكيف تتوزع
الكثافة السكانية بالعالم؟ وما هي العوامل المتحكمة في ذلك؟ ولماذا تتطور ظاهرة
التمدين بشكل واسع؟ وما هي طبيعة المشاكل المترتبة عن ذلك؟ وما أنواع الهجرات السكانية؟
وما هي المخاطر الاجتماعية والاقتصادية المترتبة عن ذلك؟
1-
توزع الكثافة السكانية والعوامل المتحكمة
فيها.
أ- الكثافة السكانية والتدرب على رسمها
الكثافة السكانية
العامة هي حاصل قسمة مجموع عدد السكان على مجموع مساحة الدولة، وهي مؤشر خام يقيس
علاقة أعداد السكان بالأرض التي يعيشون عليها.
تتميز الكثافة
السكانية في العالم بالاختلاف والتباين، حيث نجد مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة
مثل الهند وآسيا الشرقية ومناطق ذات كثافة متوسطة مثل بعض دول أوربا الغربية
ومناطق ذات كثافة سكانية ضعيفة مثل المناطق الصحراوية في افريقيا وأستراليا.
ب- العوامل المتحكمة في توزع الكثافة السكانية في العالم
|
|
عوامل مستقطبة |
عوامل طاردة |
|
عوامل مساعدة على
ارتفاع الكثافة السكانية |
عوامل غير مساعدة على
الاستقرار البشري |
|
|
عوامل طبيعية |
ملاءمة المناخ – تربة
غنية – وفرة الموارد الطاقية والمعدنية - الماء |
التضاريس الجبلية –
الجفاف – الغابات الكثيفة |
|
عوامل بشرية |
السلم – الازدهار –
ارتفاع الولادات – هجرة وافدة – الأنشطة الاقتصادية – قدم التعمير... |
حروب أهلية – المجاعات
– ارتفاع الوفيات – نزوح سكاني – ضعف الأنشطة الاقتصادية.... |
2- ظاهرة التمدين والمشاكل المترتبة عنها
أ-
التطور السريع
لساكنة المدن
التمدين هو وتيرة تزايد عدد سكان المدن وكذا توسع مجالها الجغرافي بفعل
الزيادة الطبيعية والهجرة الداخلية. وقد عرفت ساكنة المدن تزايدا في أعدادها بحيث
انتقلت من 291.5 مليون نسمة سنة 1900 إلى 3.2 مليار نسمة سنة 2000، وتتميز ظاهرة
التمدين بالاختلاف بين الدول النامية والدول المتقدمة، ففي هذه الأخيرة كانت ظاهرة
التمدين مبكرة ومواكبة لحركة التصنيع إذ أن الصناعة في بدايتها كانت في حاجة إلى
أعداد كبيرة من اليد العاملة فجلبت السكان الريفيين إلى المدن الذين أصبحت الفلاحة
في غنى عنهم. أما في البلدان النامية فكانت ظاهرة التمدين متأخرة نسبيا وغير
مواكبة لحركة التصنيع.
ب- المشاكل المترتبة عن ظاهرة التمدين
نتج عن ظاهرة التمدين خاصة في الدول النامية عدة مشاكل من قبيل انتشار
أحياء الصفيح والأحياء الهامشية بضواحي المدن ثم الضغط على الخدمات الاجتماعية
(التعليم والصحة...) وعدم كفاية التجهيزات الضرورية ونمو الانحراف والجريمة.
3- أنواع الهجرات السكانية ومخاطرها
أ-
الهدرة الداخلية
ومشاكلها
الهجرة الداخلية هي انتقال السكان من منطقة لأخرى داخل البلد
الواحد. ومن أبرز أنواعها الهدرة الريفية والتنقل اليومي بين مقرات العمل ومقرات
الإقامة.
ومن بين أسبابها البحث عن فرص الشغل وتحسين مستوى العيش وقلة التجهيزات
(الماء الكهرباء الطرق ...) خاصة في المناطق القروية.
وينتج عن الهجرة الداخلية خاصة في البلدان النامية تزايد الضغط على الخدمات
والتجهيزات العمومية وتفاقم مشاكل التشغيل والسكن وانتشار أشكال السكن غير الصحي
مثل أحياء الصفيح.
ب- الهجرة الخارجية ومخاطرها
الهجرة الخارجية هي انتقال السكان من دولة إلى أخرى وغالبا ما
تكون من الدول الفقيرة نحو الدول الغنية. ومن بين أنواعها الهجرة القانونية وغير
القانونية وهجرة الأدمغة والهجرة القسرية. ومن العوامل المسببة فيها الصعوبات
الاقتصادية التي تعرفها البلدان الفقيرة والحروب الأهلية.
ويعاني المهاجرون في بلدان الاستقبال من مشاكل عدة كالعنصرية والتهميش
والاستغلال...
خاتمة
تتحكم عوامل متعددة في اختلاف توزع الكثافة السكانية في العالم، كما ينتج عن الهجرة عدة مشاكل سواء الداخلية أو الخارجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق