كوريا الجنوبية: نموذج لبلد حديث النمو الاقتصادي
تقديم إشكالي تعد كوريا الجنوبية من الدول حديثة التصنيع التي حققت نهضة اقتصادية
مهمة منذ عقد السبعينيات من القرن 20م، ما أهلها لاحتلال مكانة مرموقة عالميا بين
القوى الاقتصادية الكبرى. فما مظاهر النمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية وعوامله؟
وما أبرز المشاكل التي تواجهه؟
1- مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية
|
الصناعة |
التجارة والخدمات |
|
تمثل كوريا
الجنوبية القوة الصناعية الرابعة آسيويا والخامية عالميا خلال سنة 2018، وتبلغ
نسبة مساهمة الصناعة في ناتجها الداخلي الخام أكثر من 40% وتحتل منتجاتها
المتنوعة مكانة متقدمة في العالم بفضل إنتاجها الضخم؛ فهي الأولى في بناء السفن
والسادسة في الصلب والسيارات سنة 2011. كما تتوفر على مناطق صناعية كبرى متخصصة
على غرار سيول-إنشون في الشمال الغربي و بوسان-بوهانغ-تايغو في الجنوب الشرقي
إضافة إلى شركات صناعية عملاقة مثل سامسونغ |
تتمتع التجارة
الخارجية لكوريا الجنوبية بمكانة عالمية متقدمة وتتجلى مظاهر قوتها وحيوتها من
خلال: ارتفاع قيمة
التجارة الخارجية بما يعادل 93.4% من الناتج الداخلي الخام للبلد سنة 2014. احتلال المرتبة
السابعة عالميا على مستوى تصدير السلع والتاسعة على مستوى الاستيراد سنة 2014. غلبة المواد
المصنعة على بنية المبادلات التجارية تصديرا واستيرادا. تزايد قيمة
المبادلات التجارية الكورية وارتفاع فائض الميزان التجاري. تعدد الشركاء
التجاريين من جميع القارات في مقدمتهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية
واليابان |
2- العوامل المفسرة لنمو الاقتصاد الكوري الجنوبي
|
الصناعة |
العامل التاريخي:استفادت كوريا الجنوبية من الاستعمار الياباني ومشروع
مارشال لسنة 1947 وكذا من الدعم الأمريكي خلال الحرب الكورية 1950-1953 العامل البشري: تتوفر كوريا الجنوبية على تجمع بشري يقدر يأزيد من 50
مليون نسمة، تصل نسبة النشيطين منهم إلى أكثر من 70% وتتميز بالكفاءة والانضباط
والمشاركة الشعبية في التنمية الاقتصادية. العامل التنظيمي: يتركز الاقتصاد الكوري الجنوبي في
يد مجمعات صناعية عملاقة تحتكر أنشطة متنوعة ومتكاملة (الشبول) وتخضع لتوجيه
الدولة، ويستفيد من وجود شركات متعددة الجنسيات متخصصة في صناعات محددة مثل
سامسونغ. كما تخصص كوريا الجنوبية 2.6% من ميزانيتها للبحث العلمي. |
|
التجارة والخدمات |
العامل الجغرافي: تتميز كوريا الجنوبية بموقع جغرافي استراتيجي منفتح
على العالم الخارجي؛ إذ يحدها البحر الأصفر غربا وبحر اليابان شرقا ومضيق كوريا
الجنوبية وكوريا الشمالية شمالا. العامل البشري:
تتوفر كوريا الجنوبية من يد عاملة متوفرة ورخيصة
ومنضبطة وذات مستوى تأهيلي وتقني عال. العامل التقني: تتوفر كوريا الجنوبية على بنية تحتية متينة على
رأسها الطرق السيارة والسكك الحديدية التي تربط بين جميع المناطق، إلى جانب وجود
موانئ ومطارات كبرى مجهزة تربط كوريا بالعالم الخارجي. العامل التنظيمي: تتبنى كوريا الجنوبية النظام الاقتصادي الحر المبني
على المبادرة الخاصة مع توجيه من الدولة، التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع
الموجه للتصدير لوجود فائض في الإنتاج الصناعي. |
3- المشاكل التي تواجه الاقتصاد الكوري الجنوبي
يواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
مجموعة من المشاكل تحد من نموه وهي:
مشاكل اقتصادية: تزايد كلة الإنتاج نتيجة ارتفاع قيمة استيراد الحاجيات الطاقية من الخارج،
وارتفاع أجور العمال مقارنة مع البلدان المنافسة كالصين
مشاكل سوسيومجالية: وجود تباين جهوي من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الأقطاب
الاقتصادية المتقدمة (سيول وبوسان) والمراكز الهامشية ضعيفة النمو خاصة بالشمال
الشرقي، واتجاه المجتمع الكوري نحو الشيخوخة بفعل تراجع الخصوبة إضافة إلى تزايد
ظاهرة البطالة في صفوف خريجي الجامعات.
مشاكل بيئية: تواجه كوريا الجنوبية جملة من المشاكل البيئية في مقدمتها انتشار التلوث
الهوائي خاصة في المدن الكبرى نتيجة الاستهلاك الواسع للبترول والغاز الطبيعي
والفحم وتزايد خطر الأمطار الحمضية فضلا عن تهديد الثروة السمكية بسبب الإفراط في
الصيد.
خاتمة
استطاعت كوريا
الجنوبية تحقيق نمو اقتصادي هائل رغم الاكراهات العديدة التي تواجهها وفي مقدمتها
الصراع السياسي مع جارتها كوريا الشمالية ذات التوجه الشيوعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق